مقالات متنوعة

ما هي مهارات التفكير الناقد؟ عشر خطوات لكيفية تعلمها وتطويرها

يتساءل الكثيرين من العاملين في التربية والتدريس عن مهارات التفكير الناقد critical thinking skills وكيفي يمكن تنميتها وتطويرها و لماذا نحن بحاجة إلى تعلمها ودراستها بصورة جيدة . تعبر مهارات التفكير الناقد ببساطة مجموعة من المهارات المعرفية والتي تتضمن مهارة التحليل ، ومهارة التقويم ، ومهارة الاستنتاج ، ومهارة الاستدلال.

فمهارة التحليل ضمن مهارات التفكير الناقد تعطي القدرة على التفسير والتعبير عن المعني لمجموعة من الخبرات ومهارة تقويم الحجج يقصد بها قدرة الفرد على تقييم معقولية العبارات وهي بمثابة وصف وإدراك لموقف أو حكم .

بينما تنم مهارة الاستنتاج التابعة لمهارات التفكير الناقد عن قدرة الفرد على تحديد العناصر اللازمة المقبولة منطقيا لتكوين افتراضات والتركيز على المعلومات المرتبطة لاستخلاص النتائج و إصدار الأحكام .

أما مهارة الاستدلال الاستنباطي فهي المهارة التي تمكن الفرد من أن يتوصل إلى استنتاج ما بالاعتماد على المقدمات .

وأخيرا تعني مهارة الاستدلال الاستقرائي قدرة الفرد على استنتاج البراهين التي تكون معاني مؤكدة والتي يسير فيها العقل من الخاص إلى العام .

سنركز في هذا المقال على تعريف و شرح و تحديد قائمة ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ التفكير الناقد وكيف يمكن تنميتها أو تعلمها وتطويرها من خلال خطوات وإجراءات محددة .


مهارات التفكير الناقد

ما هي ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ التفكير ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ؟

يعد التفكير نعمة عظيمة وهبها الله عز وجل للإنسان ليتعرف عليه ويعبده ويعمر الأرض، ولقد ميّز الله الإنسان بالتفكير، ليتفرد به عن باقي المخلوقات، والتفكير نعمة لا يتخلى عنها عاقل، ولا يتصور خلو الحياة الإنسانية من هذه النعمة ولو لحظة من الزمن.


ومهارات التفكير بصفة عامة هي قدرات عقلية تعمل على معالجة المعلومات والبيانات لتحقيق أهداف تعليمية وتربوية متنوعة تبدأ بعملية تذكر المعلومات وتنتهي باتخاذ القررات أو إصدار أحكام منطقية صحيحة .


وقد ظهر في عصرنا الحالي العديد من التغيرات والتطورات التقنية والمعلوماتية المتلاحقة ، والتي تفرز بدورها تحديات تتطلب العمل على مواجهتها بشكل مستمر، وللتربية والتعليم دور مهم في هذا المجال لمواكبة هذه التغيرات السريعة، وتمكين المتعلمين من أساليب فعالة للتعامل مع هذه المتغيرات ، ومن هنا تأتي أهمية الاهتمام بالتفكير بشكل عام، وبتنمية مهارات التفكير الناقد على وجه الخصوص، سواء كان ذلك في مراحل التعليم العامة أو المراحل العليا منه. 


تعرف على: تعلم الكسور لاجتياز اختبار الكفاءة، استراتيجية التعلم النشط ودورها في تنمية مهارات التفكير الناقد، و مهارات التواصل الفعال، كيف تكتشف وتستثمر ميولك الشخصية والهمنية، دور القلم الرصاص في عصر التعليم الإلكتروني


وتتعدد نماذج تصنيف لمهارات التفكير الناقد تبعا للتعريفات والأطر النظرية المختلفة المفسرة له ، وأشهر هذه التصنيفات هي تصنيف (فايسون 1998 ) الذي يصنف مهارات التفكير الناقد إلى عدة أنواع والتي تتمثل في :

  1. التفسير
  2. التحليل
  3. التقويم
  4. الاستدلال
  5. الشرح
  6. تنظيم الذات

حيث يشتمل ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ  ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ على جميع المستويات العليا للتفكير ويلعب دورا هاما في تعزيز العملية التعليمية لاكتساب المعارف و المهــارات والعديد من الأمور التعليمية الأخرى .


فالتعليم الذي يقوم على تفعيل مهارات التفكير الناقد يمتلك كفاءة في تحقيق أهداف التعليم المعاصر وتحسين مخرجات التعليم النهائية.


و يعتبر التفكير الناقد من الموضوعات الحيوية التي أهتمت بها التربية على مر العصور، لما له من أهمية في تمكين المتعلمين من مهارات التعلم الأساسية و الفرعية ، وتبرز جوانب هذه الأهمية في تبني استراتيجيات تعليم وتعلم التفكير الناقد من قبل التربويين، حيث تهدف تنمية مهارات التفكير الناقد إلى تحسين ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ التفكير لدى طلبة المدارس والتعليم العالي ، لتمكنهم من النجاح في جوانب الحياة، فالتفكير يشجع على اشباع الفضول والبحث والاستفهام، وعدم التسليم للمعرفة دون تحري وتحقق بشكل ناقد ، ويوسع ذلك بدوره آفاق الطلاب المعرفية، مما يدفعهم نحو الانطلاق إلى مجالات علمية واسعة.

و التعليم الناقد هو ذلك النوع من التعليم الذي يهدف إلى ممارسة التفكير بغرض تكوين عقل المتعلم بما يمكنه ويساعده على إصدار الحكم على الأفكار و التصورات المختلفة ، و الأحكام الأخرى لمعرفة وتبيان مدى انسجامها واتساقها عقليا قبل اعتمادها والعمل بها ، وهو عكس التعليم التلقيني الذي به ضعف في التفكير ويفتقد فيه المتعلم القدرة على مراجعة الأفكار االتي يستقيها بشكل مسبق ولا يمكنه فيه إنتاج أفكار جديدة .

وقد أزداد الاهتمام بتعليم ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ وتنميته والوعي بموضوعه أكثر في السنوات الأخيرة، حيث زاد الاهتمام بتنمية مهارات التفكير الناقد في العقدين الأخيرين من القرن الماضي في عدد كثير من الدول التي تستخدم مهارات التفكير الناقد في كافة مراحل التعليم ، للدرجة التي أصبحت تنمية مهارات التفكير الناقد هدفاً أساسياً من الأهداف التعليمية.


مفهوم التفكير ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ

هناك العديد من التعريفات التي تتعلق بمهارات التفكير الناقد حيث يعرف التفكير الناقد في العديد من الدراسات العربية  بأنه "عملية عقلية معقدة، ينظم من خلالها العقل ما يجري داخله، لكي يوجد حل لمشكلة معينة من خلال إدراك العلاقة ما بين المعلوم والمجهول، وبين المجرد والمحسوس، وبين الحقيقة والخيال، وبين الخاص والعام، للخروج بفكرة جديدة".


ويعرف أيضا التفكير الناقد على أنه "تفكير تأملي محكوم بقواعد المنطق والتحليل وهو ناتج عن خصائص معرفية مثل معرفة الافتراضات، والتفسير، والتقييم للمناقشات، والاستنباط، والاستنتاج".

كما يمكن اعتبار التفكير الناقد بأنه "هو التفكير الذي يعمل على تقييم مصداقية الظواهر، والوصول إلى أحكام منطقية من خلال معايير وقواعد محددة، محاولاً تصويب الذات، وإبراز درجة من الحساسية نحو المواقف والسياق الذي يرد فيه من أجل حل مشكلة ما، أو فحص وتقييم الحلول المطروحة أمام الفرد".

وينظر أيضا إلى التفكير الناقد كذلك على إنه "التفكير الذي يتضمن العمليات العقلية التي يستخدمها الأفراد عند اتخاذ قراراتهم وحل مشكلاتهم وهو من زجل التطوير والتنمية الفكرية". 

كما عرف البعض التفكير الناقد بأنه "أحد أنماط التفكير الأخرى كالتفكير الابتكاري والتفكير العلمي وغيرها، وهو العمليات العقلية التي يستخدمها الفرد لكي يصدر أحكاماً ويتخذ قرارات ويعطي تفسيرات لما يراه في المواقف المختلفة، وهو يتضمن مهارات بعينها يستخدمها الفرد لحل المشكلات، وصنع القرارات وتعلم مفاهيم جديدة".

وقد تم تعريف التفكير الناقد في عدة دراسات و أبحاث أجنبية عديدة بأنه "اتخاذ القرار من خلال مقارنة الخيارات المختلفة المتاحة بناءً على معايير معينة واستنتاجها في هذا السياق، ويعتبر التفكير النقدي أداة مهمة تمكن من اتخاذ القرارات الصحيحة". 


و تتفق كافة التعريفات على أن التفكير الناقد عبارة عن عمليات تفكير عليا تساعد المتعلم على استنتاج المعرفة من أجل الوصول إلى حل المشكلات واتخاذ القرارات اللازمة تجاهها ، ويقوم هذا التفكير على مهارات منها الاستدلال والاستنتاج والاستنباط، وتفسير النتائج وتحليل المعلومات ومن ثم إصدار أحكام خاصة بصورة واضحة .


أهمية التفكير الناقد

تعتبر عملية إدخال التفكير الناقد إلى التعليم قضية تتعلق بالنمو، والتقدم، ومواجهة تحديات المستقبل، في عالم أصبح يقوده الفكر، ومن ثم فإن الحاجة إلى تعليم التفكير للطلاب هي حاجة عظيمة، حيث يمثل التفكير الناقد القاعدة التي تنطلق منها التفاعلات المجتمعية، والتطور العلمي، والتكنولوجي، الذي يعطي الصورة الكلية لها، وعليه يجدر بالتربويين المهتمين بتصميم المناهج التعليمية إعطاء هذه القاعدة الأهمية الكبيرة والقدرة في التعامل، وتوظيفها بما يخدم صالح العملية التعليمية.


حيث أثبتت مهارات التفكير الناقد أهميتها وفاعليتها في مختلف المجالات، وقد أثبتت العديد من الدراسات أهمية وفاعلية تنمية مهارات التفكير الناقد في زيادة التحصيل العلمي، و الاكاديمي و أهمية التركيز علي عادات العقل و أساليب التدريس في تطوير التفكير الناقد.


وأثبتت الدراسات الحديثة الأثر الكبير لتفعيل مهارات التفكير اﻟﻧﺎﻗد لدى المتعلمين في تحسين مخرجات التعلم ، وما لها من آثار إيجابية على المستوى العلمي كالإبداع والابتكار والقراءة والكتابة الناقدة والتعلم الذاتي والتفكير العلمي أيضا ، حيث تفرز مهارات التفكير الناقد متعلم قادر على مواكبة متطلبات سوق العمل وتحقيق الانجاز والنجاح المهني .


وقد هدفت الكثير من الدراسات إلى إثبات أثر وفاعلية مهارات التفكير الناقد الإيجابي على الأفراد والمجتمعات ، فهناك أهمية كبيرة لتدريس التفكير الناقد والإبداعي للطلبة في المدارس ولا سيما للأطفال كي يمكنهم اكتسابها منذ الصغر ، حيث يتيح التفكير الناقد فهم أعمق لأي محتوى دراسي لدى المتعلمين ويمنحهم القدرة على مواجهة المشكلات والتحديات والغوص في أعماق أي موضوعات تعليمية من أجل الوصول إلى المعرفة .


كما تؤدي تنمية مهارات التفكير الناقد على المستوى الشخصي إلى الوصول إلى شخصية مثالية ومستقلة ، تكون مرنة وقادرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات والنجاح في حياتهم الشخصية .

وعلى مستوى المجتمع يوجه التفكير الناقد الأفراد نحو إعادة تقييم المعايير الاجتماعية ومقاومة التأثيرات الخارجية التي تهدد تماسك المجتمع ، كما يؤدي نشر وتعلم ثقافة اﻟﺗﻔﻛﻳر الناقد إلى نشر قيم الأخلاق وآداب الاختلاف و الاتجاهات المحمودة .


مكونات التفكير الناقد 

يتكون التفكير الناقد من خمس مكونات رئيسة ، وهي تتمثل في :

  1. القاعدة المعرفية: وهي ما يعرفه الفرد مسبقاً لكي يحدث التناقض.
  2. الأحداث الخارجية: وهي المثيرات التي تثير الإحساس بالتناقض.
  3. النظرية الشخصية: وهي الصبغة الشخصية المستمدة من القاعدة المعرفية، وهي تمثل وجهة النظر.
  4. الشعور بالتناقض أو التباعد: فالشعور بذلك يمثل عاملاً دافعاً لبقية خطوات التفكير الناقد.
  5. حل التناقض: وهي مرحلة كافة الجوانب المكونة للتفكير حيث يسعى الفرد إلى حل التناقض، فهي الأساس في بنية التفكير الناقد.


خطوات التفكير الناقد 

يتكون التفكير الناقد من الخطوات التالية:

  1. تحديد المشكلة قيد البحث الدراسة، وجمع كافة المعلومات والبيانات المتعلقة بها.
  2. تحديد الجوانب الأساسية للمشكلة، ما يسهم في تحديد الأجزاء الرئيسية للبرهان أو الحل.
  3. جمع واستعراض الآراء المختلفة المرتبطة بالمشكلة.
  4. تفنيد المعلومات المتعلقة بالموضوع والتحقق منها، وتصنيفها إلى معلومات أساسية ومعلومات فرعية، وأخرى مساعدة.
  5. تحديد جوانب القوة والضعف في المعلومات والآراء المرتبطة بموضوع المشكلة، وتمييز أوجه التشابه والاختلاف بينها.
  6. صياغة وطرح الأسئلة التي تسهم فهم المشكلة قيد البحث بصورة أعمق وأكبر.
  7. تحديد معيار للحكم على نوعية الملاحظات والاستنتاجات.
  8. وضع براهين دامغة على صحة الحجج والأدلة، وتحديد القضايا الأساسية والأفكار التي لم تظهر بصراحة في البراهين والأدلة.
  9. تحديد الصيغ المتكررة.
  10. تحديد موثوقية المراجع والمصادر، والحكم على قدرة البيانات وكفايتها ونوعيتها في معالجة المشكلة.
  11. جمع المزيد من المعلومات إذا اقتضى الأمر ذلك.
  12. إجراء تقييم موضوعي للموضوعات.
  13. التنبؤ بالنتائج المحتملة لحل المشكلة.



تعريف مهارات التفكير الناقد

تعرف مهارات التفكير الناقد "بأنها مجموعة من المهارات الفكرية التي يقوم المفكر بتطبيقها بوعي وترو وثقة عندما يواجه بمجموعة من المعلومات التي يجب عليه التوصل منها إلى صيغة أو حل نهائي لمشكلة ما ، أو استخدامها لاستباط الملخص وتحليلها ، أو بالمناقشة مع طرف ثالث يرغب في أن يقبل تفسيرا لا تحكمه تفسيرات مسبقة" .


كما تعرف مهارات التفكير الناقد أيضا بأنها "مجموعة من القدرات التي تزود الفرد بمهارات تمكنه من فحص كل ادعاء معرفي أو خبر ما وتقويمه ، بعرض معرفة دقة هذا الادعاء أو الخبر ومدى صدقه ، عن طريق تحليل محتوياته ، ومعرفة الأمور ذات العلاقة من غيرها في خط منطقي واضح".


تتمثل مهارات التفكير الناقد في عدة نقاط ومنها:

  • الابتعاد عن القفز إلى النتائج .
  • تقييم الأدلة المتوفرة ومصادر المعرفة .
  • استخدام العقل بفاعلية .
  • توفر الفرص للتدريب والتهيئة لصنع القرارات .

ويمكن أن تتمثل مهارات التفكير الناقد في :

  • التمييز بين الحقائق القابلة للبرهان وادعاءات الآخرين .
  • القدرة على تقدير درجة تحيّز الطرف الآخر .
  • الاستطاعة على التمييز بين المغالطات التي تبدو منطقية .
  • تحديد مدى قوة البرهان .

وتتكون مهارات التفكير الناقد من المهارات التالية :

مهارة التحليل

تعرف مهارة التحليل على أنها تمثل قدرة المتعلم على تجزئة المادة أو الموضوعات إلى عناصرها الأساسية والثانوية . و تعتمد مهارة التحليل ضمن مهارات التفكير الناقد على تحديد العلاقات ذات المعاني المقصودة والفعلية بين العبارات و وضع الأسئلة والمفاهيم، التي من شأنها التعبير عن اعتقاد أو تجربة أو آراء .


مهارة الاستقراء

تعني مهارة الاستقراء الوصول إلى التعميمات التي تستخرج منها الحقائق ، وذلك لإثبات التجارب التي يحصل عليها المتعلم ، وتمكنه بالتالي الوصول إلى الحكم المطلوب الوصول إليه .

حيث تشير مهارة الاستقراء إلى صحة النتائج المرتبطة بصدق المقدمات، مثل الاثباتات العلمية والتجارب.


مهارة الاستدلال

تعني مهارة الاستدلال المقدرة على القيام بمجموعة من العمليات التي تعتمد على فرض الحجج والافتراضات، والبحث عن أدلة للتوصل إلى نتائج، ومعرفة الارتباطات السببية.

وتتمثل مهارة الاستدلال في القدرة العقلية التي يتم فيها استخدام الخبرات السابقة لدى الفرد من خلال المواقف والتجارب  بهدف الوصول إلى حل مشكلة ما أو نتيجة .


مهارة الاستنتاج

تشير مهارة الاستنتاج إلى قدرة المتعلم على استدلال نتيجة التمييز بين احتمال صحة أو خطأ ما ، وأن يكون لديه القدرة على إدراك صحة نتيجة ما في ضوء حقائق محددة .

و تحتاج مهارة الاستنتاج إلى توفير العناصر اللازمة لاستخلاص النتائج المنطقية للعلاقات، وتعني كذلك القدرة على خلق نقاش من خلال خطوات علمية منطقية.


مهارة التقييم ( التقويم )

من مهارات التفكير الناقد التقييم ويعني؟ قدرة الفرد على إصدار الأحكام حسب نوعية الفكرة المطروحة ، وذلك من خلال التعرف على مكوناتها الأساسية والفرعية . 

و تعتمد مهارة التقييم على مهارتين أساسيتين، هما تقييم الادعاءات وتقييم الحجج، وذلك لقياس مصداقية العبارات والدلالات المقصودة، التي تصف فهم الشخص، حيث تصف تجربته وحكمه واعتقاده، ورأيه، وتقيس ايضاً القوة المنطقية للعلاقات الاستدلالية.



معايير مهارات التفكير الناقد

المقصود بمعايير مهارات التفكير الناقد هي المواصفات العامة في مجال التفكير والتي تتخذ أساساً في الحكم علي نوعية مهارات التفكير الاستدلالي أو التقييمي الذي يمارسه الفرد في معالجته للمشكلات المختلفة، ويمكننا تلخيص هذه المعايير فيما يلي : 

الوضوح: يعتبر المدخل الرئيس لباقي المعايير فلابد من وضوح العبارة حتى نفهمها، ونستطيع التعرف على مقصد المتكلم، وبالتالي نستطيع الحكم عليه.

  • الصحة: وهي زن تكون العبارة موثوقة وصحيحة، فقد تكون العبارة واضحة ولكن غير صحيحة.
  • الدقة: وتعني استيفاء الموضوع صفة من المعالجة، والتعبير بدون نقص أو زيادة.
  • الربط: وهو مدى العلاقة بين السؤال أو المداخلة بموضوع النقاش.
  • العمق: يقصد به ألا تكون معالجة المشكلة بطريقة سطحية، بل يلجأ في حلها إلى العمق المتناسب مع تعقيدات المشكلة.
  • الاتساع: وهو الأخذ بجميع جوانب الموضوع أو المشكلة.
  • المنطق: ويقصد به زن يكون الاستدلال على حل المشكلة منطقياً، والتفكير المنطقي هو تنظيم الأفكار وترابطها بطريقة تجعلها واضحة المعنى ومترتبة على حجج معقولة.


خصائص التفكير الناقد 

حدد المتخصصين في علوم التربية والتعليم عدة خصائص تميز التفكير الناقد، وتتمثل هذه الخصائص في:

  1. يعتمد التفكير الناقد على التفكير المنطقي الذي يقود للوصول إلى الحقائق والمعارف المطلوبة.
  2. يتسم التفكير الناقد بالاستمرارية في عملية البحث عن المعلومات ومعرفة أسبابها للوصول إلى بدائل كافية.
  3. يعتمد التفكير الناقد على الحقائق والمعرفة الكفاية في النقاشات التي تدور حول موضوع محدد. 
  4. يقوم التفكير الناقد على الجمع المستمر للمعلومات ومواصلة البناء عليها لمعرفة جوانب المشكلات المتعلقة بها، لاستخدامها بصورة مناسبة للوصول إلى حلول ناجزة لها.
  5. يعطي التفكير الناقد نفس القدر من الأهمية لجميع جوانب المواقف والمشكلات لتسهيل فهمها بشكل واضح. 


خصائص المتعلم الناقد

يتميز المتعلم ذو الحس الناقد عن غيره من المتعلمين بالعديد من السمات المميزة ، والتي تتمثل في تلك المميزات التالية :

  • يتجنب الوقوع الأخطاء الشائعة .
  • يستند على مصادر علمية موثوقة في نقده .
  • يفرق بين العاطفة والمنطق ويمكنه تمييز كل منهما .
  • مرن لا يتطلب في مواقفه .
  • يدرس القضية المطروحة دراسة وافية بخطوات منظمة .
  • يهتم بالأفكار الجديدة وينفتح عليها .
  • لا يخجل من السؤال عن شيء لا يعرفه .
  • يعمل على تنويع وتوسيع ثقافته .


دور المعلم في تنمية مهارات التفكير الناقد

  1. يقوم بتدريب الطلاب على المواقف التي تتطلب مهارات التفكير الناقد في أ درس أو مادة .
  2. يسعى إلى خلق بيئة دراسية تحث على التفكير الناقد وتعمل على تنميته لدى طلابه .
  3. يقيم المناظرات حول القضايا المختلفة والأنشطة التي تدعم المنطق وأسلوب الحجة والتحليل . 
  4. يحث الطلاب على إجراء المقارنات و الملاحظة والتحليل والتفكير من خلال أنشطة خاصة بذلك .
  5. يحفز طلابه على تنمية مهارة النقد المنطقي عبر طرح موضوعات علمية وأدبية مختلفة في الأنشطة الدراسية .



تطوير مهارات التفكير الناقد في العمل

لا يصعب تطوير مهارات التفكير الناقد للاستفادة منها في العمل وفي الحياة، ولكن يتطلب تطوير مهارات التفكير الناقد العمل الجاد والمثابرة، ويمكن القيام به عن طريق مجموعة من الأساليب والتمارين، لخصناها لكم في الخطوات العشر التالية :

1. الاستماع الفعال

يمكن تحقيق الاستماع الفعال عن طريق محاولة تعلم كيفية الاستماع للآخرين بشكل فعال، والاستماع بشكل عميق للرؤى والآراء الأخرى. حيث يمكن أن يساعد هذا في فهم وتقييم الأفكار بشكل أفضل، وتعزيز مهارات التفكير الناقد.


2. القراءة النشطة

قراءة الكتب والمقالات والأبحاث بشكل نشط وتفصيلي ، وهو ما يساعد بشكل كبير في تنمية مهارات التفكير الناقد. مع محاولة التركيز على تحليل معلومات ما والاستفادة من الأفكار المختلفة التي يتم عرضها في هذه القراءات ومحاولة تطبيق ما بها من معلومات و أفكار مفيدة .

3. تشجيع التحليل النقدي

عن طريق  النظر في الأفكار والمواقف من منظور نقدي. يمكن القيام بذلك عن طريق طرح أسئلة وتحليل الحجج والأدلة المقدمة.

4. التعلم من الأخطاء

من المهم أن التعلم من الأخطاء التي نرتكبها . ومحاولة تحليل هذه الأخطاء التي  والتفكير في الأسباب التي أدت إلى وقوعها، وتفادي حدوثها في المستقبل .

5. الحوار البناء

علينا محاولة الدخول في حوار بناء مع الآخرين، والاستماع لآرائهم وأفكارهم بشكل مهذب واحترامي، والتعلم من وجهات نظرهم.

6. الممارسة

يمكن تنمية مهارات التفكير الناقد من خلال الممارسة والتدريب. بواسطة القيام بتمارين تفكيرية مختلفة وحل المشكلات والتحديات بشكل مستمر.

7. تحليل المعلومات بشكل نقدي

يمكنك تحسين مهارات التفكير الناقد من خلال تحليل المعلومات بشكل نقدي. عند قراءة مقالة أو مشاهدة فيلم أو استماع إلى خطاب، يجب عليك النظر في الحجج المعروضة بشكل نقدي، وتقييم صحتها وجودتها.

8. التدرب على البحث والاستقصاء

يمكن تحسين مهارات التفكير الناقد من خلال التدرب على البحث والاستقصاء. يجب عليك السعي للعثور على مصادر متعددة ومتنوعة للمعلومات، وتقييم مصداقيتها وجودتها.

9. التدرب على التفكير الإبداعي

يمكن تحسين مهارات التفكير الناقد من خلال التدرب على التفكير الناقد والإبداعي . يجب عليك السعي لإيجاد حلول إبداعية وفريدة للمشكلات، وتقييم فعاليتها ، وتحليل مزاياها وعيوبها.

10. التدرب على الكتابة

يمكن تحسين مهارات التفكير الناقد من خلال التدرب على الكتابة. يجب عليك السعي لكتابة مقالات وأوراق بحثية في مجال تخصصك.


مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات pdf

جمعنا لكم في هذه الفقرة العديد من الدراسات والأبحاث العربية الحديثة pdf التي تهتم بمهارات التفكير الناقد وحل المشكلات ، ويمكنهم تنزيلها من خلال الروابط المباشرة التالية :

1. عابدين ، تهاني (2022). أثر تفعيل مهارات التفكير الناقد لدى المتعلم في تحسين مخرجات التعليم. مجلة العلوم وآفاق المعارف.

2. الخليل، محمد عزام (2022). أهمية تدريس التفكير الناقد والتفكير الإبداعي للطلبة: دراسة نظرية. مجلة العلوم التربوية والنفسية.

3. الغامدي، فريد (2022). تحليل مقرر التوحيد في ضوء مهارات التفكير الناقد بالمرحلة الثانوية. المجلة العلمية للعلوم التربوية والصحة النفسية .

4. عابدين، تهاني (2022). تنمية التفكير الناقد للطفولة المبكرة كهدف عبر ثقافي للتربية المعاصرة . المجلة العلمية لتربية الطفولة المبكرة .

5. عبد القادر، محمود (2022). مستوى تمكن معلمي اللغة العربية من أساليب تنمية مهارات الفهم الناقد لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية . مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية .


ويمكنكم الاطلاع على المزيد من رسائل الماجستير والدكتوراة عن مهارات التفكير الناقد من خلال قراءة هذا المقال .


تعرف أيضا على: اختبار كاليفورنيا لمهارات التفكير الناقد


الخاتمة

يمنح إستخدام مهارات التفكير الناقد التفكير خارج الصندوق وابتكار طرق جديدة لتنفيذ المهام اليومية وحل المشكلات ومواجهة التحديات ، كما أنها تعطيك رؤية واضحة وتمنحك وجهة نظر شخصية للموضوعات التي تدرسها أو تتعامل معها .

استعرضنا في هذا المقال مفهوم التفكير الناقد ومهاراته المختلفة، وكيف يمكن تطويرها من خلال نقاط وخطوات عملية وواقعية.

تعرف أيضا على افضل الشهادات المهنية في الموارد البشرية