ما هي سلبيات التعليم عن بعد؟ بالتأكيد ورغم وجودها فهي لا تقارن ب إيجابيات التعليم عن بعد.
قبل الإجابة عن هذا السؤال الخاص بسلبيات التعليم عن بعد، يجب أن نكون على يقين أن التوجه نحو التعليم عن بعد يزداد يوما بعد يوم. وتدل ذلك أحدث الإحصائيات عن التعليم عن بعد، فمن التوقع أن يصل سوق التعليم الإلكتروني العالمي إلى 457.8 مليار دولار بحلول عام 2026، ومن المتوقع أن تصبح الصين أكبر سوق للتعليم الإلكتروني بحلول عام 2026، بقيمة 105.7 مليار دولار. فيما أصبح نحو 94% من إجمالي طلاب العالم، يتعلمون عن بعد في إبريل من العام الماضي 2020م.
في هذا المقال، سنتحدث عن سلبيات التعليم عن بعد والتحديات التي يواجهها الطلاب والمعلمون في هذا النوع من التعليم. سنشرح أيضاً كيف يمكن التغلب على هذه السلبيات وتحسين جودة وفعالية التعليم عن بعد. إذا كنت مهتماً بمعرفة المزيد عن هذا الموضوع، فتابع القراءة!
تعريف التعليم عن بعد
التعليم عن بعد هو نوع من التعليم الذي يتم فيه توصيل المعلومات والمهارات والتقييمات إلى الطلاب دون الحاجة إلى التواجد الجسدي في مكان معين أو في وقت محدد. يمكن للطلاب والمعلمون التواصل والتفاعل عبر وسائل مختلفة من التكنولوجيا، مثل شبكة الإنترنت والهاتف والفيديو والراديو والتلفزيون.
هناك عدة أنواع من التعليم عن بعد، بحسب درجة الانتقال بين التعليم وجها لوجه، والتعليم عن بعد. وتتضمن هذه الأنواع التعليم المدمج، و التعليم المتزامن والتعليم غير المتزامن، وأنماط التعليم المفتوح، و التعليم عبر الإنترنت باستخدام منصات التعليم عن بعد.
أمثلة على الجامعات والمؤسسات التي تقدم برامج التعليم عن بعد
وهناك الكثير من الأمثلة على الجامعات والمؤسسات التي تقدم برامج التعليم عن بعد في منطقتنا العربية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
برامج التعليم المفتوح بجامعة القاهرة
تقدم جامعة القاهرة برامج تعليمية مختلفة بنظام التعليم عن بعد ونظام التعليم المدمج في مجالات مختلفة، مثل علوم الأعمال، وبرنامج التربية للطفولة البكرة، واللغة العربية والآداب، والتجارة، والإدارة والقانون.
برنامج التعليم عن بعد بجامعة الملك فيصل
قدمت جامعة الملك فيصل بالمملكة العربية السعودية برنامجا رائدا للتعليم عن بعد في مرحلة البكالوريوس لتخصصات التربية، وإدارة الأعمال، والآداب. وقد تخرج من هذا البرنامج آلاف الخريجين الذين حصلوا على فرص وظيفية جيدة، أو ترقوا في سلم العمل الوظيفي.
وتقدم جامعة الملك فيصل حاليا برنامجا رائدا في الدبلوم المهني عن بعد في تخصصات مختلفة تناسب سوق العمل السعودي.
سلبيات التعليم عن بعد
مثلها مثل غيرها من المستحدثات فهناك ايجابيات وسلبيات عديدة للتعليم عن بعد، فرغم أن التعليم عن بعد يمكن أن يوفر العديد من الفوائد للطلاب والمعلمين، إلا أنه يحمل أيضاً بعض التحديات والمشاكل التي يجب مواجهتها وحلها. في هذا الجزء، سنتناول بعض من هذه السلبيات وكيفية التغلب عليها.
الشعور بالوحدة والانعزال
يعتبر الشعور بالوحدة والانعزال من سلبيات التعليم الالكتروني، وواحدة من أبرز سلبيات التعليم عن بعد هي أنه يمكن أن يفتقر إلى التفاعل الاجتماعي والدعم النفسي والتحفيز من قبل المعلمين والزملاء. يمكن أن يشعر الطلاب بالوحدة والانعزال والملل عندما يتعلمون بمفردهم أو عبر شاشة الكمبيوتر. يمكن أن يؤثر هذا سلباً على صحتهم العقلية والعاطفية والجسدية.
للتغلب على هذه السلبية، يجب على الطلاب والمعلمين بذل جهود لبناء علاقات قوية ومتينة مع بعضهم البعض. يمكنهم ذلك من خلال:
- استخدام وسائل التواصل المختلفة، مثل البريد الإلكتروني والهاتف والفيديو والدردشة والمنتديات والشبكات الاجتماعية، للتواصل بشكل منتظم ومستمر بين المعلم و الطالب.
- المشاركة في الأنشطة والمشاريع والمناقشات والعروض والألعاب والمسابقات والاحتفالات والفعاليات الجماعية التي تزيد من التفاعل والتعاون والتنافس والترفيه.
- طلب وتقديم الدعم والمساعدة والتشجيع والتقدير والتغذية الراجعة والنصيحة والتوجيه والتعليم والتعلم بين الطلاب والمعلمين.
- الحفاظ على توازن بين الحياة الدراسية والشخصية والاهتمام بالصحة والرفاهية والهوايات والمصالح والعلاقات الاجتماعية والعائلية.
الحاجة إلى مهارات التحفيز الذاتي وإدارة الوقت
تعد هذه سلبية أخرى من سلبيات التعليم عن بُعد، وهي أنه يتطلب من الطلاب مهارات عالية في التحفيز الذاتي وإدارة الوقت. يمكن أن يواجه الطلاب صعوبة في تنظيم جداولهم والالتزام بالمواعيد النهائية والتغلب على التشتت والملل. يمكن أن يؤدي هذا إلى تراكم العمل والضغط والتوتر والإحباط والانسحاب.
للتغلب على هذه السلبية، يجب على الطلاب والمعلمين اتباع بعض الإستراتيجيات والتقنيات لتحسين مهاراتهم في التحفيز الذاتي وإدارة الوقت. يمكنهم ذلك من خلال:
- وضع أهداف واضحة ومحددة وقابلة للقياس وواقعية ومحددة زمنياً للتعلم والتقييم والتطوير.
- تحديد الأولويات والمهام والمسؤوليات والموارد والمعوقات والحلول المتعلقة بالتعلم والتقييم والتطوير.
- إعداد خطة عمل وجدول زمني وميزانية وقت وجهد ومال لتنفيذ الأهداف والمهام والمسؤوليات.
- مراجعة وتقييم وتعديل الخطة والجدول والميزانية بشكل دوري ومنتظم وبناء على النتائج والتغيرات.
- استخدام وسائل وأدوات وتطبيقات مساعدة في التنظيم والتذكير والمتابعة والتحفيز والمكافأة والعقاب.
- البحث عن الدافع والإلهام والمثل والقدوة والشريك والمرشد والمعلم والمتعلم في مجال التعلم والتقييم والتطوير.
عدم تطوير مهارات الاتصال
من سلبيات التعليم عن بعد هي أنه يمكن أن يحرم الطلاب من تحسين مهارات التواصل الفعال، مثل مهاراتهم في الاتصال اللفظي والجسدي والعرض والحوار. يمكن أن يفقد الطلاب الفرصة للتعبير عن أنفسهم وآرائهم ومشاعرهم ومواقفهم بشكل فعال ومقنع ومؤثر. يمكن أن يؤدي هذا إلى تقليل الثقة بالنفس والاحترام الذاتي والتأثير الاجتماعي والمهني.
للتغلب على هذه السلبية، يجب على الطلاب والمعلمين تطوير وتعزيز مهاراتهم في الاتصال بشكل مستمر ومنهجي. يمكنهم ذلك من خلال:
- الاستماع بانتباه وتفهم وتقدير واحترام وتقبل وتقدير لما يقوله الآخرون وكيف يقولونه ولماذا يقولونه في المحاضرات المتزامنة.
- التحدث بوضوح وسلاسة ودقة، والكتابة بتأني في حلقات ومنتديات النقاش.
صعوبة منع الغش أثناء الاختبارات والتقييمات
يشكل التعامل مع الغش في أثناء التقييمات والاختبارات الإلكترونية تحديًا كبيرًا واحدة من أهم المشاكل والسلبيات التي تواجه التعليم عن بعد، حيث تتنوع وسائل الغش والانتحال في أنماط التعليم عن بعد. حيث تتاح فرص أكبر أمام الطلاب الذين يتعلمون عبر الإنترنت للغش في التقييمات عندما يتم إجراؤها في منازلهم وباستخدام أجهزتهم الخاصة.
وللتغلب على هذه السلبية من سلبيات التعليم عن بعد، يمكن استخدام النظم الآلية الحديثة للتحقق من هوية المتعلمين أثناء الدراسة عن بعد، والأنظمة الإلكترونية للكشف عن الاقتباس والانتحالات العلمية، وتوعية الدارسين في برامج التعليم عن بعد بخطورة الغش على مستواهم ومستقبلهم التعليمي.
الميل إلى الدراسة النظرية والبعد عن الواقع العملي
ما زالت تركز برامج التعلم عن بعد أكثر على نقل المعلومات النظرية وليس على تنمية المهارات العملية. ويرجع السبب إلى ذلك إلى طبيعة برامج التعليم عن بعد والتي ترتكز بشكل أساسي إلى المحاضرات النظرية في بيئة التعلم عن بعد عن طريق الاتصال المباشر المتزامن أو المحاضرات المسجلة غير المتزامنة.
يمكن التغلب على هذه المشكلة أو السلبية باستخدام الأساليب والتقنيات الحديثة واعتماد استراتيجيات التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني مثل اعتماد استراتيجية المشاريع الإلكترونية، وورش العمل الإلكترونية، واستخدام تقنية المعامل الافتراضية، والمعامل المحوسبة وعناصر المحاكاة بواسطة التقنيات والأنظمة الحديثة.
هناك أيضا العديد من سلبيات التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد والتي تعد سلبيات ومعيقات إلكترونية، ولكنها تختفي بمرور الوقت مع التطور التقني والتكنولوجي يوما بعد يوم. وهناك سلبيات أخرى والتي تعد من سلبيات الدراسة بصفة عامة سواء كانت تقليدية أو عن بعد وهو ما جعلنا لا نذكرها هنا.
الخاتمة
تحدثنا في هذا المقال عن، سلبيات التعليم عن بعد والتي تتمثل في الشعور بالوحدة والانعزال، والحاجة إلى مهارات التحفيز الذاتي وإدارة الوقت، وعدم تطوير مهارات الاتصال وغيرها من السلبيات. كما أوضحنا كيف يمكن التغلب على هذه السلبيات وتحسين جودة وفعالية التعليم عن بعد.