مقالات متنوعة

12 سبب تجعل التعلم القائم على المشاريع أفضل من التعلم التقليدي

لماذا التعلم القائم على المشاريع أفضل من التعلم التقليدي في الفصول الدراسية؟

عند الحديث عن إعداد الجيل القادم للمستقبل، يصبح التعليم الشغل الشاغل. فالتعليم التقليدي القائم على الفصول الدراسية يواجه تحديات متزايدة بسبب تعقيدات حياتنا ومجتمعاتنا. تظهر الأبحاث في أساليب التعلم مجالات جديدة في مجال التعلم القائم على المشاريع يوما بعد آخر. هذا النهج الناشئ بسرعة يجذب انتباه التربويين وصناع السياسات التعليمية لإدراجه ضمن أنظمتهم التعليمية.


يركز التعلم القائم على المشاريع على تطوير مهارات التفكير الناقد و مهارات حل المشكلات لدى الطلاب. يعتمد هذا الأسلوب على التعلم الاستقصائي لحل المشكلات المقدمة كمهام للطلاب، وهو أسلوب نشط للتعلم. وباختصار، يمكننا القول أن التعلم القائم على المشاريع يجمع بين المعرفة والتطبيق/، حيث يطبق الطلاب ما يعرفونه لحل مشكلات حقيقية بهدف إنتاج نتائج ذات قيمة.


يشتمل المشروع على نطاق عمل، وموارد، وأنشطة تخطيط لتنفيذه وإدارة الموارد للوصول إلى النتائج المرجوة. في عالم اليوم المليء بتعقيدات متزايدة، يُعد التعلم القائم على المشاريع الطلاب لحل المشكلات الواقعية. 

نقدم لكم في هذا المقال 12 سببًا يجعلكم، كمعلمين ومرشدين وتربويين أو طلاب، تتبنون التعلم القائم على المشاريع في الفصول الدراسية.


التعلم القائم على المشاريع


التعلم القائم على المشاريع أفضل من التعلم التقليدي

يعد التعلم القائم على المشاريع أسلوباً تعليمياً مبتكراً يتفوق على التعلم التقليدي لأنه يضع الطلاب في قلب العملية التعليمية، حيث يتعلمون عبر التجربة والممارسة بدلاً من الاعتماد على التلقين والحفظ. في هذا النموذج، يُكلَّف الطلاب بمشاريع واقعية تتطلب منهم البحث، والتفكير النقدي، وحل المشكلات، ما يسهم في تعزيز مهاراتهم الشخصية والمهنية، كالتعاون، و إدارة الوقت، والقيادة. 

وعلى عكس التعلم التقليدي الذي غالباً ما يركز على الحفظ لأداء الامتحانات، يمنح التعلم القائم على المشاريع الطلاب فهماً أعمق للمفاهيم ويعزز دافعيتهم عبر السماح لهم باستكشاف مواضيع تهمهم بشكل مباشر. هذا النهج ليس فقط يزيد من تفاعل الطلاب، بل يؤهلهم أيضاً لتطبيق ما تعلموه في الحياة العملية بفعالية وثقة، مما يجعل التعلم القائم على المشاريع نموذجاً أفضل لإعدادهم لمستقبلٍ سريع التغير.


خصائص التعلم القائم على المشاريع


خصائص التعلم القائم على المشروعات


يتميز التعلم القائم على المشروعات بخصائص فريدة تجعله مختلفاً عن التعليم التقليدي، حيث يضع الطلاب في قلب العملية التعليمية ويشجعهم على التفكير النقدي والتعلم من خلال التطبيق العملي. من أبرز خصائصه التركيز على التعلم النشط، إذ يُكلف الطلاب بمهام عملية تتطلب منهم البحث والتحليل والتفكير لإيجاد حلول لمشكلات واقعية، ما يجعل التعلم أكثر ارتباطاً بحياتهم اليومية. 

كما يعتمد هذا النهج على التعاون، حيث يعمل الطلاب غالباً في مجموعات، ما يعزز مهارات التواصل والعمل الجماعي لديهم. إضافةً إلى ذلك، يُشجع التعلم القائم على المشاريع الاستقلالية، حيث يدير الطلاب مشاريعهم بأنفسهم ويكون دور المعلم موجهاً فقط، مما يعزز ثقتهم في قدراتهم ويطور مهارات اتخاذ القرار. 

وأخيراً، يتميز هذا النوع من التعليم بكونه مرناً ومتعدد التخصصات، إذ يمكن تصميم المشاريع لتشمل مهارات ومجالات معرفية متنوعة، مما يساعد الطلاب على الربط بين مختلف المجالات واكتساب رؤية شاملة.


تعرف أيضا على طرق التعليم عن بعد وافضل استراتيجيات التعليم الإلكتروني.


لماذا التعلم القائم على المشاريع أفضل من التعلم التقليدي

1. نطاق العمل في التعلم القائم على المشاريع

لعل السبب الأول والأهم لتبني التعلم القائم على المشاريع هو أنه يتيح للمعلمين والطلاب تعلم وتبني بنى تعليمية حول المشاريع بدلاً من التعلم القائم على المحاضرات وتكليفات القراءة والكتابة في التعليم التقليدي. يتعلم الطلاب فهم نطاق المشروع بالكامل ووضع التنفيذ في هيكل محدد تحت إشراف معلميهم أو مشرفيهم.


2. محاكاة مشكلات العالم الحقيقي في التعلم القائم على المشروعات

محاكاة مشكلات العالم الواقعي يركز التعلم القائم على المشاريع على تمكين الطلاب من مواجهة مواقف حقيقية تُحاكى على شكل مشاريع. يتعلم الطلاب أثناء قيامهم بما يعرفونه، ويطورون تعلمًا جديدًا حول هواياتهم واهتماماتهم ومساراتهم المهنية. وغالبًا ما يكتسبون هوايات واهتمامات جديدة ويميلون إلى مسارات مهنية جديدة.


3. التعلم القائم على المشاريع يحسن المهارات الشخصية للمتعلمين

تحسين المهارات الشخصية للطالب يؤثر هذا النوع من التعلم بشكل كبير في تطوير المهارات الشخصية للطلاب. تكون المشاريع المقدمة عادةً أكثر تعقيدًا من التكليفات التقليدية. يتعين على الطلاب تنظيم جهودهم لإجراء مسح مطلوب للمشاريع، وتحليل نتائج المسح، وإعداد تقارير للوصول إلى الأسواق والتعاون مع رعاة المشاريع. في هذا السياق، أو في المراحل المختلفة للمشروع، يحسنون مهارات التواصل لديهم للتعاون مع أصحاب المصلحة المختلفين.


4. تنمية مهارات التفكير الإبداعي

يعمق التعلم القائم على المشاريع فهم الطلاب للمفاهيم مقارنةً بالتعلم التقليدي، ويؤدي إلى تحسين مستويات الإبداع لديهم. فالسيناريوهات الحقيقية المقدمة في المشروع تجذب انتباه الطلاب وتثير اهتمامهم، مما يحفزهم على التفكير بالمستوى اللازم لتطبيق المعرفة الجديدة في سياق حل المشكلات.


5. تحديد المعرفة الفعلية

يحدد التعلم القائم على المشاريع عمق المعرفة والخبرة لدى الطلاب وأحيانًا لدى المعلمين، مقارنةً بالتجربة المحدودة زمنياً في التعليم التقليدي. في هذا النهج، يطور الطلاب مهاراتهم ومعرفتهم، بينما يعتمد التعلم التقليدي على الذاكرة قصيرة الأمد الناتجة عن أسلوب التلقين.


6. اختيار المشكلات الواقعية

أحد أهم الأسباب لتبني التعلم القائم على المشاريع هو أن الطلاب يختارون المشاريع أو يُكلفون بها حسب اهتماماتهم. يحصل الطلاب على فرصة لاختيار مشكلة واقعية استنادًا إلى اهتماماتهم. يمنح هذا الاختيار المبني على الاهتمام الطلاب طرقًا فريدة لحل المشكلات المختلفة، مما يعزز تنوع الأفكار حتى في نفس الصف، على عكس التعليم التقليدي القائم على أسلوب الأسئلة/الأجوبة والمقالات وكتابة الامتحانات.


7. تقييم جديد لمهارات المتعلمين

يتمكن المعلمون من تقييم قدرات الطلاب على الملاحظة والمسح والتحقيق، ثم تخصيص المشاريع بناءً على اهتماماتهم. يجد الطلاب أنفسهم قادرين على صقل مهاراتهم في الملاحظة والتحليل. يستطيع المعلمون مباشرةً تقييم تطور هذه المهارات لدى طلابهم أثناء قيامهم بأنشطة المشروع.


8. الزيارات ميدانية لمواقع المشكلات الواقعية 

من المزايا الهامة للتعلم القائم على المشاريع هو زيارة المواقع الميدانية من قبل الطلاب والمعلمين والباحثين والتربويين الآخرين حسب الحاجة لتنفيذ المشروع. هذه الزيارات تفتح آفاقًا جديدة للتعلم والتعاون مع أصحاب المصلحة وأشخاص جدد.


9. العرض المباشر للقدرات 

يحصل المعلمون على فرصة أكبر لتقييم قدرات طلابهم من خلال الأنشطة والأحداث المنظمة في المشاريع، مقارنةً بالمقالات والامتحانات في التعليم التقليدي القائم على التلقين، حيث يتم حفظ المعلومات ثم كتابتها بناءً على ما علمهم إياه المعلم من مواضيع ثابتة.


اقرأ أيضا عن أتمتة تقييمات الطلاب باستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم الالكتروني.


10. دمج التكنولوجيا

يُعد التعلم القائم على المشاريع وسيلة فعالة لإدماج التكنولوجيا في مختبرات التعلم ضمن النظام التعليمي. تتضمن المشاريع المختارة حسب اهتمامات الطلاب الآن أجهزة الحاسوب والإنترنت، بالإضافة إلى الألواح التفاعلية، وأجهزة GPS، والكاميرات.


11. تتبع التقدم في التعلم القائم على المشاريع

يمكن لكل من المعلمين والطلاب تتبع الأنشطة المشاركة في المشروع لحل المشكلات الواقعية. بينما يفتقر التعليم التقليدي إلى هذه الآلية، نظرًا لعدم الحاجة أو عدم وجود مثل هذا النظام في هيكله.


12. التعلم القائم على المشاريع ينمي مهارات حل المشكلات

مهارات حل المشكلات من البداية إلى النهاية في التعلم القائم على المشاريع، يمر الطلاب بمراحل مختلفة من حل المشكلات عبر هيكل المشروع الذي يشمل تحديد نطاق المشروع، تخطيط العمل، تنفيذ الأنشطة وتتبعها، إدارة التحديات أثناء حل مشكلات المشروع، تقديم المشروع، وإغلاقه. يتيح هذا للطلاب تطوير مهارات الملاحظة، المسح، البحث، إعداد التقارير، التقديم، التواصل، التعاون، بناء الفرق، والقيادة من خلال نهج حل المشكلات الشامل.


عيوب التعلم القائم على المشاريع

على الرغم من المزايا العديدة للتعلم القائم على المشاريع، إلا أنه يواجه بعض العيوب والتحديات التي يجب أخذها بعين الاعتبار. من أبرز هذه العيوب هو الوقت الطويل الذي يحتاجه الطلاب لإكمال المشاريع، حيث قد يستغرق إعداد وتنفيذ المشروع فترة أطول مقارنة بالأساليب التقليدية، مما قد يشكل تحدياً في بيئات التعلم ذات الجداول الزمنية المحددة. كما أن عبء العمل يمكن أن يكون كبيراً على الطلاب، إذ يتطلب منهم إجراء أبحاث مكثفة، وتحليل بيانات، والتنسيق مع زملائهم، مما قد يزيد من مستوى الضغط عليهم ويجعل بعض الطلاب يشعرون بالإرهاق.


تحديات ومعوقات التعلم القائم على المشاريع


كذلك، قد يعاني بعض الطلاب من ضعف التوجيه، حيث إن دور المعلم يكون إشرافياً وإرشادياً فقط، ما قد يؤدي إلى شعور بعض الطلاب بالضياع أو عدم القدرة على إكمال المهام بكفاءة إذا لم يحصلوا على الدعم اللازم. إضافة إلى ذلك، قد تتفاوت مستويات المشاركة بين الطلاب، مما قد يجعل بعضهم يعتمد على جهود زملائهم في المجموعة. وأخيراً، يمكن أن يكون التقييم صعباً في التعلم القائم على المشاريع، حيث إن قياس أداء الطلاب بشكل عادل وموضوعي قد يتطلب أدوات تقييم جديدة تأخذ في الاعتبار مهارات متنوعة كالتفكير النقدي وحل المشكلات والعمل الجماعي.



الأسئلة الشائعة عن التعلم القائم على المشاريع

س1: ما هي استراتيجية التعلم بالمشروع؟

استراتيجية التعلم بالمشروع هي أسلوب تعليمي يركز على تطوير مهارات الطلاب من خلال تكليفهم بمشاريع تتعلق بموضوعات واقعية أو مشكلات حقيقية. بدلاً من تقديم المعلومات بشكل تقليدي، يتمحور هذا النهج حول الطالب ويعتمد على التعلم النشط، حيث يُكلف الطلاب بمهام تحثهم على البحث، والتحليل، والتطبيق، والعمل ضمن مجموعات أحياناً لحل المشكلات أو إنتاج مشاريع نهائية. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تنمية مهارات التفكير النقدي، التعاون، التواصل، وحل المشكلات لدى الطلاب، مع تعزيز قدرتهم على الربط بين ما يتعلمونه والتطبيق العملي.


س2: ما هي أمثلة التعلم المبني على المشاريع؟

تتنوع أمثلة التعلم المبني على المشاريع بناءً على المستوى التعليمي والموضوعات. على سبيل المثال، في مادة العلوم، يمكن للطلاب القيام بمشروع حول تأثير التلوث على البيئة، حيث يجمعون بيانات من بيئتهم المحلية ويقدمون توصيات للحفاظ عليها. في مادة التاريخ، قد يكلف الطلاب بإنشاء معرض حول فترة تاريخية معينة، يجمعون فيها مصادر متعددة ويناقشون تأثيرها على المجتمع الحديث. في الرياضيات، يمكن أن ينفذ الطلاب مشروعاً لحساب ميزانية صغيرة، مما يساعدهم على فهم تطبيقات الرياضيات في الحياة اليومية.


س3: ما هو دور المعلم في التعلم القائم على المشاريع؟

في التعلم القائم على المشاريع، يصبح دور المعلم أكثر توجيهاً وإرشادياً بدلاً من كونه مصدراً وحيداً للمعلومات. يُسهم المعلم في تصميم المشاريع واختيار موضوعات تلائم اهتمامات الطلاب واحتياجاتهم التعليمية، كما يساعدهم في وضع خطط عمل فعّالة. يوجه المعلم الطلاب خلال مراحل المشروع المختلفة، ويشجعهم على التفكير النقدي وحل المشكلات بشكل مستقل، ويقدم الدعم اللازم لتجاوز التحديات. كذلك، يشرف المعلم على تقييم تقدم الطلاب ويوفر تغذية راجعة تساعدهم على تحسين مهاراتهم.


س4: ماذا تعرف عن التعلم القائم على المشروع؟

التعلم القائم على المشروع هو نهج تعليمي تفاعلي يُحفز الطلاب على استكشاف المعرفة بشكل أعمق من خلال العمل على مشاريع حقيقية. يُركز هذا النوع من التعليم على التعلم من خلال التجربة المباشرة، حيث يكتسب الطلاب مهارات تحليلية وعملية تساعدهم على تطبيق المفاهيم النظرية. يتميز التعلم القائم على المشروع بتشجيع الاستقلالية، وتعزيز مهارات التواصل والتعاون، وتوفير بيئة تعليمية تشجع على الابتكار والإبداع. تُعد هذه الطريقة أكثر انسجاماً مع متطلبات العصر الحديث، حيث تزوّد الطلاب بالقدرات التي يحتاجونها لمواجهة تحديات العالم الواقعي.



الخلاصة

التعلم القائم على المشاريع هو الأفضل في هذا العصر، بدلاً من جعل الطلاب يجلسون في الفصل ويتلقون المعلومات فحسب. يساعدهم ذلك على الخروج والتعلم بأنفسهم، مما يمنحهم فهماً أعمق للموضوع. بهذه الطريقة، سيتعلم الطلاب أخذ المبادرة ويعرفون المزيد حول مواضيعهم المختارة. ينبغي أن يكون اكتساب المعرفة ممتعاً ومشوقاً، حيث ينخرط الأطفال في عالم مليء بالحقائق.