يواجه الكثير من المتعلمين مشكلة صعوبات التعلم، الأمر الذي يجعل العملية التعليمية أكثر صعوبة نظرا لعجز الطالب عن استيعاب المعلومات واستذكارها بسهولة، ولأن الخطوة الأولى لحل أي مشكلة هي فهم كافة جوانبها وأبعادها سوف يساعد المقال التالي في التزود ببعض المعلومات عن صعوبات التعلم مع طرح بعض الحلول والاستراتيجيات التي من شأنها المساعدة في التغلب على المشكلة.
ملخص عن صعوبات التعلم
يجدر بنا إلقاء الضوء بالبداية على المقصود من صعوبات أو عجز التعلم، حيث يشير هذا المصطلح إلى وجود اضطراب أو مشكلة لدى الشخص تؤثر في قدرته على استيعاب المعلومات وبالتالي لا يكون بمقدوره تذكرها بسهولة.
يكون هذا الاضطراب مرتبط بالعمليات المتعلقة بالتعليم، ومنها القراءة و الكتابة بالإضافة إلى فهم المعادلات الرياضية والاتجاهات.
من المهم معرفة أن عجز التعلم لا يكون له علاقة بالذكاء عادة، ففي كثير من الحالات تكون درجة الذكاء عند الشخص عادية إلا أنه يواجه صعوبة في التعليم، حتى أن البعض يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء تجعلهم موهوبين في مجالات عديدة إلا أنهم يعانون من عجز في التعلم رغم ذلك.
تعرف أيضا على نظرية الذكاءات المتعددة ودورها في تعزيز التعليم وتطوير المهارات.
ما هي علامات ومظاهر صعوبات التعلم؟
ومن الضروري الانتباه للعلامات الدالة على وجود صعوبة في التعلم لدى الشخص، والتي تشمل ما يلي:
- العجز عن القراءة أو الكتابة بشكل سليم.
- إيجاد صعوبة في حل المعادلات الرياضية البسيطة.
- عدم القدرة على استرجاع المعلومات بسبب ضعف ترسخها في الذاكرة.
- مواجهة مشكلات في التركيز وغياب الانتباه.
- عدم القدرة على اتباع التعليمات واستدلال الاتجاهات.
- العيش في بيئة غير منظمة وتعمها الفوضى.
- العجز عن إدراك الزمن.
- التصرفات الهوجاء دون تفكير مسبق.
- ضعف القدرة على إيجاد مخارج الحروف الصحيحة.
- قصور ملحوظ في المستوى الدراسي.
- التحدث بلغة بسيطة مثل خاصة الأطفال في بعض الأوقات.
أنواع صعوبات التعلم
كما حري بنا التطرق إلى أنواع عجز التعلم حتى تكون جوانبه أكثر وضوح، ومن أهم أنواعه:
ضعف المعالجة السمعية
- حيث يعاني الشخص من اضطراب المعالجة السمعية المركزية، ويعبر ذلك عن عدم القدرة على معالجة الأصوات بشكل صائب بالرغم من عدم وجود أي مشكلة في الأذن.
- الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع يعجزون عن فهم الكلمات بسبب غياب التفرقة بين أصواتها حتى وإن كان الصوت مرتفع وواضح، كما يجدون صعوبة في العثور على مصدر الصوت أو ترتيبه.
العجز عن الحساب
- يتعثر الكثيرين عند حل المسائل الرياضية، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من صعوبات تعلم من هذا النوع يعجزون حتى عن حل المعادلات البسيطة وفهم القوانين والأرقام الرياضية.
- من أبرز المشاكل التي يواجهها هؤلاء الأشخاص أنهم لا يستطيعون حفظ الرموز والأرقام وتنظيمها كما أنهم يخفقون في تحديد الوقت.
صعوبات الكتابة
- يجد الفرد صعوبة في الكتابة بشتى أنواعها بالرغم من عدم وجود أي مشكلة في اليد، كما يصعب عليه أداء الحركات الدقيقة.
- تكون كتابة هؤلاء الأشخاص غير متناسقة وخطوطهم غير مفهومة، كما يعانون من عدم القدرة على التفكير والكتابة في ذات الوقت.
صعوبات القراءة
- تتأثر مهارات المعالجة اللغوية لدى الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع، و يتعثرون عند قراءة أي نص حتى مع وجوده بلغة مفهومة.
- تختلف أعراض عسر القراءة من شخص لآخر، فالبعض يعجز عن القراءة بطلاقة والبعض الآخر يعاني عند محاولة فك الكلمات وفهمها فلا يكون بمقدوره قراءتها.
الاضطرابات البصرية الحركية
- تكون المعلومات المرئية غير مفهومة كما يتضمن ضعف القدرة على الرسم أو النسخ.
- يقود هذا النوع إلى مشاكل مثل عدم القدرة على تحديد الاتجاهات وإحكام قبضة اليد على القلم عند الكتابة مع عدم تناسق الأشكال المكتوبة، كما يواجه كثيرين صعوبة في التنسيق بين حركة اليد والعين.
صعوبات التعلم في الطور الابتدائي
والجدير بالذكر أن هناك الكثير من المتعلمين الذين يعانون من صعوبة في التعلم يكونون في بداية مسيرتهم الدراسية أي أنهم من طلاب المرحلة الابتدائية، ولأنهم في طور اكتساب وتطوير المهارات الحسية والمعرفية فإن عجزهم عن التعلم بالشكل الصحيح يقف عائق أمام ذلك، وفي العادة تنتج مشكلات التعلم لدى الأطفال في المرحلة الابتدائية من عوامل عديدة منها:
- وجود حالات مسجلة في العائلة تعاني من صعوبات تعلم وفي هذه الحالة يكون العامل وراثي.
- المعاناة من بعض الاضطرابات الدماغية التي تؤثر على المعالجة السمعية والبصرية فيكون من الصعب فهم المعلومات بسهولة.
- تعرض الأم لوعكات صحية أثناء حملها مما يؤثر بشكل كبير على صحة الجنين ويشمل ذلك التأثير على جهازه العصبي وبالتالي مواجهة مشكلات في التعلم مستقبلا.
- البيئة التي ينشأ بها الطفل تعد عامل مؤثر للغاية، حيث أن غياب أمور أساسية مثل التحفيز والدعم التعليمي عن بيئته يؤدي إلى مواجهة صعوبات في التعلم.
- الحالة النفسية والعاطفية للطفل تلعب دور أساسي في قدرته على استيعاب الدروس، فإن التعرض لضغوطات من أي نوع سواء في بيئة المنزل أو المدرسة مثل التنمر تكون سبب في اهتزاز ثقة الطفل بذاته ومواجهته صعوبة في التعلم.
كيف يشفى طفل صعوبات التعلم؟
ولا شك في أن عجز التعلم كغيره من المشكلات التي يمكن التغلب عليها من خلال اتباع بعض الإجراءات ومنها:
- استخدام أساليب حديثة في التدريس؛ يمكن من خلال استخدام بعض التقنيات الحديثة مساعدة الطفل على الاستيعاب بشكل أفضل والتغلب على صعوبة التعلم.
- برامج التعليم الفردية؛ يواجه الكثير من الأطفال قصور في الفهم عند التعلم بين مجموعة كبيرة، ولذلك تعد البرامج الفردية حل ممتاز للدراسة دون وجود أي مشتتات.
- فصول التقوية؛ تستخدم هذه الفصول استراتيجيات فعالة في التحسين من مستوى الطفل، منها تحديد أوقات محددة لأداء الفروض والامتحانات و الجلوس في مقربة من المعلم لاستيعاب الشرح أكثر.
- استخدام العلاجات الوظيفية؛ والتي تعتمد على أفراد مختصين في علاج المشكلات لدى الطفل مثل مشاكل اللغة والطفل، ويمكن من خلالها التحسين من مهاراته.
العقاقير الطبية؛ تصرف بعض الأدوية التي تساعد في التغلب على مشكلات مثل ضعف الانتباه وفرط الحركة.
ما هي أفضل استراتيجيات وأساليب صعوبات التعلم
كذلك مما سلف ذكره يتضح أن وجود صعوبة في التعلم مشكلة يعاني منها الكثيرين، ويمكن من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات التغلب على تلك العقبة:
استراتيجية تقسيم المعلومات
يساعد أسلوب تقسيم معلومات الدرس الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التعلم من عدة نواحي، فهي تعينهم على استيعاب معلومات أكثر كما تجعلهم أكثر قدرة على تذكر تلك المعلومات كونها تخزن في الذاكرة طويلة الأمد.
يمكن تطبيق هذه الاستراتيجية من خلال ترتيب المعلومات حسب أهميتها وتحديد العوامل المشتركة بينها، كما يمكن استخدام وسائط مساعدة مثل الصور أو ترتيب البيانات في جداول مبسطة.
استراتيجية استخدام الحواس في التعلم
يتم خلالها توظيف الحواس المختلفة مثل السمع والبصر واللمس، ويساهم ذلك في اكتساب مهارات التفكير وزيادة نسبة التركيز لدى الطلاب.
من الطرق التي يمكن اتخاذها لتطبيق الاستراتيجية رسم المعلومات التي تم تجميعها خلال الدرس بطرق معينة، أو التنسيق بين عدد الأرقام وحركات الجسم، كما يمكن استخدام أقلام التحديد الملونة للتأشير على المعلومات الهامة في الدرس، ويساعد كذلك استخدام الفيديوهات أو المقاطع المسموعة في تطبيق الاستراتيجية بشكل فعال.
استراتيجية استخدام الموارد الحديثة
يمكن من خلالها التغلب على مختلف أنواع صعوبة التعلم، حيث أن استخدام أدوات مثل الكتب الصوتية وسيلة مثالية لمن يعانون من مشكلات القراءة، ويمكن اللجوء إلى أدوات تحويل الكلام المنطوق لنص مكتوب للتصدي لمشكلات الكتابة، بالإضافة إلى ذلك فإن استخدام الآلات الحاسبة تكون طريقة رائعة للتحفيز على تعلم الرياضيات.
تعرف أيضا على: استراتيجيات التدريس المبتكرة ودورها في بناء جيل مبدع،
برامج علاج صعوبات التعلم
كذلك على المستوى الإجرائي فإن من أكثر الأساليب المستخدمة لعلاج مشاكل التعلم اللجوء للبرامج الخاصة، ومن الأمثلة عليها:
- برامج صعوبات القراءة
- برنامج علاج القراءة.
- برنامج ضعف الفهم القرائي.
- برنامج علاج مشكلات التهجي.
برامج المشكلات الكتابية
- برنامج علاج صعوبات الكتابة.
- برنامج علاج صعوبات التعبير الكتابي.
برامج العجز عن الحساب
- برنامج علاج صعوبات تعلم الحساب الرياضي.
- برامج تنمية الاستعداد الحسابي.
اقرأ أيضا عن: نواتج التعلم وأهميتها في تحسين التعليم، نظريات التعلم وطرق تطبيقها في التعليم.
الخلاصة:
وبالختام يتضح أن صعوبات التعلم عائق للعديد من الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، ومن يعانون منه يواجهون صعوبة في فهم المعلومات المختلفة واستيعابها واسترجاعها وقت الضرورة وهو ما يشكل مشكلة كبيرة بالأخص للمتعلمين من المراحل المختلفة، وبالرغم من وجود أنواع عديدة لصعوبات التعلم إلا أنه يمكن التغلب على جميعها باتباع بعض الطرق و البرامج والاستراتيجيات المدروسة.
