تعتبر نواتج التعلم جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية حيث تكمن أهميتها في كونها الوسيلة الموضحة للأهداف المرجوة من التعليم، كما أنها تعبر عن مدى فهم الطلاب واستيعابهم ومقدار ما حققوه من استفادة من الناحية الأكاديمية والمهنية والاجتماعية خلال الفترة التعليمية باستعراض النتائج النهائية، ولهذا سوف نسلط الضوء على أهم الجوانب المتعلقة بنواتج التعلم وتوضيحها بشكل مبسط من خلال هذا المقال.
ما هي نواتج التعلم
في مستهل الحديث يجب معرفة أن النتائج التعليمية عبارة عن مصطلح يصف الإنجازات التي يتوصل لها الطلاب من خلال اكتسابهم المعرفة، أو المهارات أو السلوكيات بعد إنهاء مرحلة تعليمية.
والجدير بالإشارة أنه من أهم الأمور التي يجب أن تتصف بها نتائج التعليم أن تكون في صورة قابلة للقياس، حتى يسهل الاستفادة منها في معرفة مدى التقدم الذي أحرزه الطلاب خلال التعليم، كما أنها تعد مؤشر قوي على نجاح العملية التعليمية.
ويمكن من خلال استخدام بعض الأساليب والأدوات المتطورة التحسين من نتائج التعليم بشكل كبير.
أهمية نواتج التعلم
ولا بد من التأكيد على أن نواتج العملية التعليمية تعد ذات أهمية كبيرة من عدة نواحي، وتكمن أهميتها في أمور كثيرة منها:
- مساعدة المؤسسات التعليمية في تحقيق الأهداف، حيث أنها وسيلة يمكن للمعلمين الاستدلال بها لتصميم أنشطة تصب في مصلحة الأهداف التعليمية.
- أداة دقيقة لقياس تطور التلاميذ، مما يسمح للمعلمين بفهم مستوى كل طالب ومعرفة ما يحتاجه للتحسين من قدرته على استيعاب الدروس.
- تنفيذ عملية التقييم بعدل وشفافية، حيث أن نواتج التعلم تعتمد في الغالب على استخدام أساليب متطورة فيستطيع المعلم قياس نتائج الطلاب وتحليل أدائهم في ظروف خالية من التحيز البشري.
- اكتساب مهارات تعليمية يمكن تطبيقها بشكل عملي بكل سهولة، ويعزز ذلك من فعالية التعليم كما يزيد من قيمته.
مكونات ومواصفات نواتج التعلم الجيدة
وعلى المستوى العلمي فإن النواتج التعليمية تشتمل على عدة مكونات، وهي المعلمين و المتعلمين والمؤسسة التعليمية كذلك المجتمع، وتأسيسا على ذلك يجب أن تتصف النواتج بعدة مواصفات منها:
- أن تكون واضحة و مصاغة بلغة سهلة ودقيقة.
- أن تكون مرتكزة على الطلاب وليس على المعلمين.
- من المهم أن تكون واقعية وقابلة للتحقق.
- يجب أن توضح قدرات المتعلمين ومستواهم بشكل كامل.
- أن تشتمل على مختلف جوانب التعلم المعرفية والمهارية والانفعالية وغيرها من الجوانب.
- من الضروري أن تشكل تحدي للمتعلم حتى تدفعه إلى محاولة التحسين من نفسه.
- أن يكون لها دور فعال في التحسين من مستوى الطلاب والتطوير من مهاراتهم.
- أن تكون متوافقة مع ما تراه المؤسسة التعليمية وتساعد في تحقيق استراتيجياتها.
- أن تكون مطابقة للمعايير والأسس الوطنية والدولية للتعليم.
- يجب أن تساهم في تجهيز خريجين قادرين على التأقلم في سوق العمل.
- من الضروري أن تكون النواتج مبسطة وغير معقدة حتى يسهل فهمها.
أمثلة على نواتج التعلم للمرحلة الابتدائية
مما سلف ذكره، يتضح أن نواتج العملية التعليمية تعبر عما يجب أن يكون الطالب قادر على تحقيقه في نهاية الدروس.
أمثلة على نواتج التعلم في مادة العلوم
وبالحديث عن بعض الأمثلة على النواتج التعليمية للمرحلة الابتدائية في بعض المواد، مثل مادة العلوم:
أن يكون الطالب قادرا على تعريف مصطلحات علم البيئة.
أمثلة على نواتج التعلم في مادة الرياضيات
أما عن نواتج التعليم في مادة الرياضيات، فيكون المتعلم قادر على حل المسائل الرياضية باستخدام النظريات والقوانين المشروحة خلال الصفوف.
أن يحل الطالب المسائل الرياضية باستخدام نظرية فيثاغورث.
أمثلة على نواتج التعلم في مادة اللغة العربية
من ناحية أخرى وعند التطرق إلى مادة أدبية مثل اللغة العربية فيجب أن يتمتع الطالب بمهارات تمكنه من قراءة وكتابة بعض النصوص الأدبية، كما يسهل عليه تلاوة وتسميع الآيات القرآنية وحفظ الأحاديث في المواد الدينية.
أن يقرأ الطالب النصوص الأدبية بطلاقة.
أن يكتب الطالب موضوعات تعبير بأسلوب أدبي.
أمثلة على نواتج التعلم في مادة اللغة العربية
وعند تطبيق المعايير في مادة التربية الفنية يستطيع الطلاب توظيف مهاراتهم وابداعاتهم في تصميم لوحات مبتكرة، وتوزيع الألوان فيها بشكل بديع.
أن يرسم الطالب لوحات مبتكرة.
أن يوزع الطالب الألوان في اللوحات بشكل بديع.
ما هي طرق قياس نواتج التعلم لتحسين العملية التعليمية
كما أنه من الضروري معرفة أن نتائج أي عملية تعليمية يجب أن يتم قياسه للتوصل إلى المعلومات التي من شأنها التحسين من الأساليب المتبعة في التعليم، وحتى يتم قياس النواتج بالشكل المطلوب يمكن استخدام إحدى الطرق التالية:
عمل الاستطلاعات والمقابلات
يتم سؤال كل متعلم عن مقدار الاستفادة التي يظن بأنه قد حققها خلال التعليم، ويمكن ذلك بسؤالهم بشكل مباشر من خلال مقابلات أو بعمل استبيان ورقي أو الكتروني لاستطلاع الرأي.
الملاحظات والتقييمات
خلال هذه الطريقة يتم مراقبة المتعلمين في المؤسسة وملاحظة تفاعلهم ومقدار استفادتهم من المهارات المكتسبة، وتطبق الطريقة بدراسة التفاعل خلال الصف أو عن طريق الواجبات
أسلوب المقارنة
يمكن التوصل لمدى تأثير نواتج التعلم على الطلاب من خلال مقارنة مستواهم بطلاب آخرين تم استخدام أساليب أخرى معهم أو أنهم لم يخضعوا للعملية التعليمية.
عمل اختبارات
تساعد الاختبارات التحصيلية المؤسسة على جدول المواصفات في اكتشاف المستوى الذي وصل إليه كل طالب وهو ما يوضح مدى استفادته من الدروس.
تحليل البيانات وعمل تقارير
يتم تحليل البيانات وجمع كافة النواتج ووضعها في تقرير شامل حتى يكون من السهل فهمها وتقييمها.
اقرأ أيضا عن: تحليل البيانات الضخمة وإسهامها في تحسين نتائج التعلم.
الفرق بين نواتج التعلم والاهداف
لا شك في أن نواتج التعلم تعد من أهم ركائز العملية التعليمية، إلا أن البعض يجد صعوبة في معرفة الفرق بينها وبين ركيزة أخرى للتعليم ألا وهي الأهداف التعليمية.
ويكمن الفرق بينهما في عدة أمور منها أن النواتج تكون معتمدة بشكل أساسي على الطلاب ومهاراتهم وتكون الوسيلة المستخدمة لقياس ما يتم إحرازه من تقدم، بينما تعبر الأهداف عن المعلومات التي سيتلقاها المتعلمين خلال فترة التعليم، وتكون معتمدة على المعلم القائم على التدريس وقدراته في تقديم المحتوى التعليمي.
كما سلف الذكر فإن إمكانية وسهولة القياس من أهم الأمور التي يجب أن تميز النتائج، ويعد هذا اختلاف آخر بينها وبين الأهداف حيث تكون الأهداف أقل مرونة وأكثر تعقيد في القياس.
وفي العادة تكون الأهداف محددة لكل درس على حدى بينما تقاس النتائج في نهاية العملية التعليمية ككل.
ما هو دور المعلم فى تحسين نواتج التعلم
كذلك حري بنا التطرق إلى دور المعلم ومدى تأثيره على نتائج الدراسة باعتباره أحد أكثر الأشخاص المؤثرين فيها، حيث يمكن توضيح دور المعلم في تحسين نتائج العملية التعليمية وجعلها أفضل من خلال ما يلي:
- أنه الشخص المسؤول عن إدارة الدروس التعليمية ومساعدة الطلاب في توظيف مهاراتهم، وبالتالي الاستفادة بأقصى شكل ممكن منها مما ينعكس على النتائج.
- يقع على عاتقه مهمة اختيار الأساليب والأنشطة، التي من شأنها مساعدة الطلاب على استيعاب الدروس بشكل أفضل حتى يؤتي التعليم بثماره.
- يهتم المعلم بملاحظة الطلاب أثناء الدرس وتقييم مستوياتهم من خلال تحديد نقاط القوة والضعف لدى كل طالب، ومن ثم مساعدتهم في تنمية نقاط القوة والتغلب على نقاط الضعف.
- يقوم المدرس بإخراج العملية التعليمية من إطار الروتينية وجعلها أكثر حماس وإثارة، مما يحفز الطلاب على التفاعل والمشاركة فتكون النتائج التي يصلون إليها أفضل.
- يستخدم المعلم أساليب محددة لتبسيط المعلومات المعقدة وجعلها سهلة الفهم والتطبيق.
- يساعد الطلاب في اكتشاف مهاراتهم وتنميتها وتسخيرها لإحراز تقدم في المجالات المختلفة.
اقرأ أيضا عن: العصف الذهني وأهميته في تنمية الإبداع، الفهم القرائي، نظريات التعلم وتطبيقها في التعليم.
الخاتمة:
نافلة القول أن نواتج التعلم هي الركيزة الأساسية في جميع المؤسسات التعليمية، فهي ما تساعد على معرفة التطورات في الحصيلة التعليمية لدى الطلاب وما يلزم كل طالب حتى يحسن من مستواه الدراسي، وحتى يتم الاستفادة منها بالشكل المطلوب يجب أن تتصف تلك النتائج بقدر من الدقة و الوضوح والبساطة، ويمكن تحسينها باستخدام أساليب حديثة من شأنها مساعدة الطلاب على استجماع المعلومات وتذكرها بشكل أفضل.