يعتبر فهم أنماط التعلم المختلفة أحد أفضل الطرق التي تعين على زيادة الحصيلة التعليمية لدى الطلاب، فهي تنمي مهارات التفكير والإدراك لديهم وتساعدهم على فهم الدروس واستيعابها بشكل أوضح مع إمكانية تذكرها لاحقا، حيث أن الأنماط التعليمية ذات أهمية كبيرة ويمكن تطبيقها بعدة طرق وأساليب، وهذا ما سيكون موضوع حديثنا خلال المقال التالي.
ما هي أنماط التعلم مع فهمها وشرحها
في منطلق الحديث يجدر بنا توضيح المقصود من الأنماط التعليمية Learning Styles، ويعد باختصار مصطلح يعبر عن الطريقة أو الأسلوب الذي يتناسب مع كل طالب ويمكنه من الفهم والاستيعاب بصورة أكبر.
تقوم تلك الأنماط بمحاكاة المهارات المختلفة لدى الطلاب مع تركيز كل نمط على حاسة معينة، حيث يوجد نمط تعليم بصري يركز على البصر والمرئيات، ونمط تعليم سمعي يستهدف حاسة السمع، بالإضافة إلى نمط حركي يعتمد على النشاط الجسدي، وما إلى ذلك.
وقد تبين من خلال الدراسات أن تعلم كل طالب باستخدام النمط الذي يفضله يكون أفضل طريقة لتطبيق التعليم الفعال على أكمل وجه.
أهمية أنماط التعلم
ولا يفوتنا أن ننوه على أهمية استخدام الأنماط في التعلم والتي تشمل ما يلي:
- تساعد على معرفة الطريقة التي تناسب كل طالب في التعلم.
- تيسير عملية تقييم الطلاب وملاحظة سلوكهم أثناء الدرس.
- تزيد من النشاط الصفي وتكسر حاجز الملل والروتين.
- تساهم في اختيار الأساليب التي تتلاءم مع مستويات التلاميذ.
- تزيد من رغبة الطلاب في التعلم.
- تمكن المدرس من معرفة نقاط الضعف لدى كل طالب والتعامل معها.
أنماط التعلم واستراتيجيات التدريس
كما تجدر الإشارة إلى أن أنماط التعلم ترتبط ارتباط وثيق بالاستراتيجيات المتبعة في التدريس، حيث أنها تعد وسيلة ممتازة لتحديد الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتطوير العملية التعليمية.
علاوة على ذلك فإن فهم أنماط التدريس يعطي طابع شخصي للاستراتيجيات فيكون من السهل اختيار ما هو مناسب مع مستوى كل طالب.
كما أن معرفة الأنماط يعين المعلم على التعديل في الاستراتيجيات التي يتبعها في التدريس وتطويرها حتى تكون ملائمة و تعطي فعالية أكبر.
تعرف بشكل مفصل على استراتيجيات التدريس الحديثة وكيفية توظيفها في التعليم.
اختبار أنماط التعلم
فلا شك في أن استخدامك نمط تعليمي محدد يستلزم منك التعرف على أكثر نمط يتناسب مع قدراتك، ويكون اختبار الأنماط وقياسها من خلال دراسة السلوك الذي تتبعه عند قيامك بعمل ما، ويمكن توضيح ذلك بالشكل التالي:
عند تعلم شيء جديد
- في حال كنت تعتمد على المجسمات والرسومات البيانية فإن ذلك يشير إلى تفضيل النمط البصري.
- إذا كنت تلجأ إلى التسجيلات الصوتية والمسموعات فهذا يعني أن النمط السمعي يناسبك.
- عدم اعتمادك على وسيلة محددة للتعلم تعني أنك تعتمد على النمط الحركي.
عند القراءة والكتابة
- إن كنت تحب رؤية الكلمات وتخيلها في هيئة صور فإنك صاحب نمط بصري.
- إذا كنت تفضل تكرار الكلمات أو استخدام طريقة الحوار فهذا يعني أن نمطك سمعي.
- في حال كنت تقوم بكتابة الكلمات وتحب المسرحيات والقصص لكنك لا تهوى القراءة فهذا يعني أنك ذو نمط حركي.
عند حل المشكلات
- الاعتماد على الكتابة والرسم التصوير يعبر عن النمط البصري.
- التحدث مع النفس أو مع أشخاص آخرين يشير إلى أن النمط سمعي.
عند محاولة التذكر
- يكون النمط البصري بالحصول على محاولة إيجاد المعلومات.
- يتناسب معك النمط السمعي إن كنت تفضل الاستماع للمعلومات من أجل تذكرها.
تعرف أيضا على اختبار أنماط التعلم لفلدر وسيلفرمان وكيف يستخدم في تحديد أنماط التعلم.
أنماط التعلم الثلاثة
كذلك حري بنا التطرق إلى نموذج Fleming's VAK والذي يقسم الأنماط التعليمية إلى ثلاث أنواع وهي:
نمط التعلم البصري
يكون أصحاب هذا النمط ميالين للدراسة والتعلم من خلال المرئيات، وذلك بالاعتماد على التصاميم واللوحات والمخططات البيانية وقراءة الكتب.
يتمتع المتعلم البصري بغريزة قوية تمكنه من تصور الأشياء بسلاسة، ويكون بمقدوره التنظيم بكل دقة.
نمط التعلم السمعي
يحتاج الأشخاص الذين يفضلون النمط السمعي إلى سماع المعلومات والدروس حتى يكون بمقدورها فهمها واستيعابها، ويساعد في ذلك القراءة بصوت مرتفع وتسجيل الملاحظات صوتيا بالإضافة إلى العمل في مجموعات.
يكون أصحاب النمط السمعي قادرين على التفرقة بين طبقات الصوت المختلفة، والإجابة على الأسئلة في الامتحانات الشفهية بدقة، كما أنهم يتمتعون بمهارات إلقاء ممتازة.
نمط التعلم الحركي
يحب أصحاب هذا النمط المشاركة والحركة طوال الصف الدراسي، وذلك من خلال التعلم بعمل مسرحيات وتطبيق تجارب، كما أن استذكار الدروس عند القيام بنشاط معين مثل اللعب بكرة اليد يساعدهم في استيعابها و تذكرها بشكل أقوى.
يتميزون هؤلاء الأشخاص بالقدرة على الموازنة بين حركات العين واليد، وتكون قدرتهم على الاستقبال سريعة ولديهم مهارات فنية ورياضية رائعة، كما يتمتعون بقدر كبير من النشاط والطاقة.
أنماط التعلم السبعة PDF
بطبيعة الحال يوجد في عدد من أشكال الأنماط التي نذكرها لك في الآتي:
- النمط المرئي؛ يكون الأفراد قادرين على استدراك المعلومات والاحتفاظ بها أكثر عند عرضها في صور، كما أنهم يستجيبون بشكل فعال مع الألوان والخرائط الذهنية.
- النمط السمعي؛ يتمكن التلاميذ من الاحتفاظ بقدر كبير من المعلومات فقط من خلال الاستماع لها عند طريق سماع الشرح أو التسجيلات الصوتية.
- النمط الحركي؛ يعتمد المتعلمين على النشاط الجسدي في التعلم، وذلك باستخدام بعض الأدوات الملموسة مثل البطاقات والألعاب، أو من خلال حركات وإيماءات الجسد.
- النمط الاجتماعي؛ تكون فاعلية التعليم أفضل بالنسبة للمتعلمين عندما يعتمد الدرس على الأنشطة الجماعية ومناقشة موضوعات الدرس.
- النمط الفردي؛ يقع تفضيل الشخص على التعلم الذاتي دون مشاركة أفراد آخرين، وتكون وسائله المتبعة هي تدوين الملاحظات وإلقائها بشكل فردي.
- النمط اللفظي؛ يعتمد الأشخاص على اللغة المنطوقة أو المكتوبة، من خلال أدوات معينة مثل القافية والاختصارات.
- النمط المنطقي؛ يكون الاعتماد في هذا النمط على المنطق مما يستدعي الاهتمام بالأرقام والإحصاءات.
يمكنك تحميل وثيقة أنماط التعلم السبعة PDF من خلال هذا الرابط.
أنماط التعلم VARK بالعربي
من خلال ما سبق ذكره فإن الأنماط التعليمية تكون مصنفة حسب عدد من النماذج والنظريات، وفي هذا الصدد يكون هناك نموذج VARK والذي يقوم بتقسيم أنماط التعلم إلى أربع أنواع.
النوع الأول هو أسلوب التعلم المرئي الذي يساهم في التعلم بفعالية وذلك من خلال الصور والفيديوهات والرسومات.
والنمط الثاني من أنماط التعلم هو السمعي، حيث يكون من خلال الإصغاء للوسائط المتعددة التي تساهم في تعزيز الفهم كالمحاضرات.
أما عن النمط الثالث فهو نمط القراءة والكتابة و يتطلب اللجوء لأساليب مثل عمل قوائم وقراءة الكتب وكتابة الملاحظات وهو ما يعمل على تحسين الحصيلة الدراسية لدى الطلاب.
وأخيرا يأتي نمط التعلم الحركي والذي يعتمد على الأنشطة البدنية كالقيام بعمل التجارب.
نمط التعلم الحركي والبصري والسمعي
إن الأصل في الأنماط التعليمية الحسية هو التركيز على الحواس المختلفة، وعلى هذا الأساس يمكن تقسيم أنماط التعلم إلى:
- أسلوب التعلم الحركي، والذي يركز بشكل أساسي على الحسيات، ويكون هذا النمط هو المفضل بالنسبة للأشخاص ذوي الاستجابة القوية للملامسات ومن يتخذون قراراتهم بناء على ما يشعرون به، و أنسب طرق التعلم لهم هي التي تعتمد على الأنشطة الجسدية.
- أسلوب التعلم البصري، وهو ما يحتاج مشاهدة الصور والوسائط المرئية ويهتم بالألوان، ويرتبط مفهوم التذكر لدى أصحاب النمط البصري بتحليل الصور التي يرونها.
- أسلوب التعلم السمعي، ويتم فيه الحصول على المعلومات بشكل مسموع، ويتميز الأشخاص الذين يفضلون النمط السمعي بحساسيته الشديدة تجاه المسموعات كما أنهم يحبون الحديث وخوض المناقشات.
ندعوك في الخاتمة للإطلاع على نظريات التعلم وأهمية تطبيقها في التعليم، أهم قواعد قوانين الصف لتعزيز بيئة التعلم.
الخاتمة:
خلاصة القول أن أنماط التعلم توضح الأساليب المتبعة لجعل تجربة التدريس أكثر متعة وفعالية، وبالرغم من وجود الكثير من النماذج المصنفة للأنماط التعليمية إلا أن جميعها يصب في مصلحة التدريس ويكون لها أهمية كبيرة في زيادة الحصيلة التعليمية لدى الطلاب من مختلف المراحل والمستويات.